رئيس التحرير : مشعل العريفي

الأحمري يستشهد بالقرآن والسنة لبيان حقيقة "حديث الدنيا ملعونة".. وهذا ما انتهى إليه!

تابعوا المرصد على Google News وعلى سناب شات Snapchat

صحيفة المرصد: روى الكاتب الصحفي، فهد الأحمري، موقفاً لأحد أصدقائه يلعن "الدنيا"، مشيراً إلى أن سب الدنيا ولذمها وتحقيرها لم يرد في القرآن ولا السنة النبوية الشريفة.
وقال الأحمري في مقال له بعنوان "حديث الدنيا ملعونة"، على صحيفة الوطن: "كان التفكير العميق يغلبه والألم فيما يبدو يعتصره، سألته ما بالك يا صديقي؟ أخرج زفرات حارقة وأتبعها «الدنيا ملعونة، ملعون ما فيها…».

وأوضح الكاتب أن حديث «الدنيا ملعونة…» الذي ورد عن الصحابة ضعيفا ولا يحسُن اعتماده لكونه في الأصل حديث ضعيف، قائلا: "مثل هذا الحديث، تترس وراءه ثقافات تسربت إلى تراثنا الإسلامي وتغلغت في فكرنا، أقعدتنا عن العمل والهمة والإنتاج، وطوقتنا بكهنوت اعتبر الرقي والتطلع للغد واستشراف المستقبل عملا مخالفا لأصول الدين".
وأضاف: نحن أغفلوا نصوصا أخرى صحيحة كـ «حُبّب إلي من دنياكم النساء والطيب…»، وهل يُعقل أن الرسول الكريم يحب ما كان قد لعنه هو؟! ثم إنه عليه الصلاة والسلام لم يكن سبابا، ولا فحاشا، ولا لعانا بل قال: «إني لم أُبعث لعانا، وإنما بعثت رحمة»، عندما قيل له يا رسول الله ادع على المشركين. بل صح أنه عليه الصلاة والسلام وصف الدنيا بأنها حلوة خَضِرة، “والخَضِرة هي الغضة الناعمة الطيبة، مستشهدا بقوله: "قل من حرم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق"، وكيف يستقيم أن تكون اللعنة على ما وصفه التنزيل بأنه زينة الله وطيبات رزقه تعالى؟! وحين نقرأ {ولا تنس نصيبك من الدنيا} نجد التوصية الربانية بعدم نسيان ما قُسم لنا من أنعام وخيرات، الأمر الذي ينفي مسألة اللعن برمتها.
وتابع: إن معنى اللعن هو الطرد من رحمة الله، فكيف تدخل الدنيا في هذا المعنى؟! وهي التي جعلها خلفة لمن أراد أن يذكر أو أراد شكورا، وجعلها سبحانه لبني آدم مهادا ومسكنا. وإذا كان الأصل في الأشياء (الدنيا) الإباحة ما لم يرد نص التحريم، كما قرره الأصوليون، استناداً لـ{ هو الذي خلق لكم ما في الأرض جميعا منه} فكيف يتأتى اللعن فيما أصله وجله مباحا؟.
وختم الأحمرى مقاله: " فذم الدنيا ليس على الإطلاق بل هو ذم من الحيثية المذكورة آنفا، وإلا فإن ذام الدنيا مطلقا هو ممن يحب الدنيا ويهواها لكنه يذمها من جهة فواتها عليه أو تضرره من أهلها. أما لعن الدنيا فهو من المفاهيم الخاطئة التي يجب تصحيحها، في وقت، للأسف، نجد من يرسّخ هذه المفاهيم على المنابر مما يُوقع الناس في حرج في دينهم أمام أنفسهم وأمام شعوب الأرض".

arrow up